6 _ سنة (200هـ): التاريخ السندي لخطبة أمير المؤمنين عليه السلام المسمّاة بالمخزون، وفيها يذكر عليه السلام الكثير من الملاحم والفتن وخروج الأموات من القبور، وبعض صفات القائم عليه السلام ومقاماته: قال الحسن بن سليمان الحلّي رحمه الله في مختصر بصائر الدرجات: وقفت على كتاب خطب لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام وعليه خطّ السيّد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن طاووس، ما صورته: هذا الكتاب ذكر كاتبه رجلين بعد الصادق صلوات الله عليه، فيمكن أن يكون تاريخ كتابته بعد المائتين من الهجرة، لأنَّه عليه السلام انتقل بعد سنة مائة وأربعين من الهجرة، وقد روى بعض ما فيه عن أبي روح فرج بن فروة، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد عليه السلام، وبعض ما فيه عن غيرهما، ذكر في الكتاب المشار إليه خطبة لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام تسمّى المخزون، وهي: (... يَا عَجَباً كُلَّ الْعَجَبِ بَيْنَ جُمَادَى وَرَجَبٍ)، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ شُرْطَةِ الْخَمِيس: مَا هَذَا الْعَجَبُ يَا أمِيرَ الْمُؤْمِنينَ؟ قَالَ: (وَمَا لِيَ لاَ أعْجَبُ وَقَدْ سَبَقَ الْقَضَاءُ فِيكُمْ وَمَا تَفْقَهُونَ الْحَدِيثَ، إِلاَّ صَوْتَاتٍ بَيْنَهُنَّ مَوْتَاتٌ، حَصْدُ نَبَاتٍ وَنَشْرُ أمْوَاتٍ، يَا عَجَبَا كُلَّ الْعَجَبِ بَيْنَ جُمَادَى وَرَجَبٍ)، قَالَ أيْضاً رَجُلٌ: يَا أمِيرَ الْمُؤْمِنينَ مَا هَذَا الْعَجَبُ الَّذِي لاَ تَزَالُ تَعْجَبُ مِنْهُ؟ قَالَ: (ثَكِلَتِ الآخَرَةُ اُمُّهُ، وَأيُّ عَجَبٍ يَكُونُ أعْجَبَ مِنْ أمْوَاتٌ يَضْربُونَ هَامَ الأحْيَاءِ)، قَالَ: أنَّى يَكُونُ ذَلِكَ يَا أمِيرَ الْمُؤْمِنينَ؟ قَالَ: (وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأ النَّسَمَةَ، كَأنّي أنْظُرُ قَدْ تَخَلَّلُوا سِكَكَ الْكُوفَةِ وَقَدْ شَهَرُوا سُيُوفَهُمْ عَلَى مَنَاكِبهِمْ، يَضْربُونَ كُلَّ عَدُوًّ للهِ وَلِرَسُولِهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَلِلْمُؤْمِنينَ، وَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى: (يا أَيـُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ) (الممتحنة: 13)، أيُّهَا النَّاسُ سَلُوني قَبْلَ أنْ تَفْقِدُوني لأنَا بـِطُرُقِ السَّمَاءِ أعْلَمُ مِنَ الْعَالِم بـِطُرُقِ الأرْض، أنَا يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنـِينَ، وَغَايَةُ السَّابِقِينَ، وَلِسَانُ الْمُتَّقِينَ، وَخَاتَمُ الْوَصِيَّينَ، وَوَارثُ النَّبِيَّينَ، وَخَلِيفَةُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أنَا قَسِيمُ النَّار، وَخَازِنُ الْجِنَان، وَصَاحِبُ الْحَوْض، وَصَاحِبُ الأعْرَافِ، فَلَيْسَ مِنَّا أهْلَ الْبَيْتِ إِمَامٌ إِلاَّ وَهُوَ عَارفٌ بـِجَمِيع أهْل وَلاَيَتِهِ، وَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) (الرعد: 7)، ألاَ يَا أيُّهَا النَّاسُ سَلُوني قَبْلَ أنْ تَشْرَعَ بـِرجْلِهَا فِتْنَةٌ شَرْقِيَّةٌ وَتَطَأ فِي خِطَامِهَا بَعْدَ مَوْتٍ وَحَيَاةٍ أوْ تَشبَّ نَارٌ بـِالْحَطَبِ الْجَزْل غَرْبيَّ الأرْض ورَافِعَةً ذَيْلَهَا تَدْعُو يَا وَيْلَهَا بـِذَحْلَةٍ أوْ مِثْلِهَا، فَإذَا اسْتَدَارَ الْفَلَكُ، قُلْتُ: مَاتَ أوْ هَلَكَ، بـِأيَّ وَادٍ سَلَكَ؟ فَيَوْمَئِذٍ تَأوِيلُ هَذِهِ الآيَةِ: (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً) (الإسراء: 6)، وَلِذَلِكَ آيَاتٌ وَعَلاَمَاتٌ، أوَّلُهُنَّ إِحْصَارُ الْكُوفَةِ بـِالرَّصَدِ وَالْخَنْدَقِ، وَتَحْريقُ الزَّوَايَا فِي سِكَكِ الْكُوفَةِ وَتَعْطِيلُ الْمَسَاجِدِ أرْبَعِينَ لَيْلَةً، وَتَخْفِقُ رَايَاتٌ ثَلاَثٌ حَوْلَ الْمَسْجِدِ الأكْبَر، يُشْبِهْنَ بـِالْهَدَي، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّار، وَقَتْلٌ كَثِيرٌ وَمَوْتٌ ذَريعٌ، وَقَتْلُ النَّفْس الزَّكِيَّةِ بـِظَهْر الْكُوفَةِ فِي سَبْعِينَ، وَالْمَذْبُوحُ بَيْنَ الرُّكْن وَالْمَقَام وَقَتْلُ الأسْبَغ الْمُظَفَّر صَبْراً فِي بَيْعَةِ الأصْنَام، مَعَ كَثِيرٍ مِنْ شَيَاطِين الإنْس، وَخُرُوجُ السُّفْيَانِيَّ بـِرَايَةٍ خَضْرَاءَ، وَصَلِيبٍ مِنْ ذَهَبٍ، أمِيرُهَا رَجُلٌ مِنْ كَلْبٍ وَاثْنَيْ عَشَرَ ألْفَ عِنَان مِنْ خِيْل يَحْمِلُ السُّفْيَانِيَّ مُتَوَجَّهاً إِلَى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، أمِيرُهَا أحَدٌ مِنْ بَنـِي اُمَيَّةَ يُقَالُ لَهُ: خُزَيْمَةُ، أطْمَسُ الْعَيْن الشمَال عَلَى عَيْنهِ طَرْفَةٌ، يَمِيلُ بـِالدُّنْيَا فَلاَ تُرَدُّ لَهُ رَايَةٌ حَتَّى يَنْزلَ الْمَدِينَةَ فَيَجْمَعَ رجَالاً وَنسَاءً مِنْ آل مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم فَيَحْبِسَهُمْ فِي دَارٍ بـِالْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهَا: دَارُ أبِي الْحَسَن الاُمَويَّ، وَيَبْعَثُ خَيْلاً فِي طَلَبِ رَجُلٍ مِنْ آل مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم قَدِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ رجَالٌ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ بـِمَكَّةَ أمِيرُهُمْ رَجُلٌ مِنْ غَطَفَانَ، حَتَّى إِذَا تَوَسَّطُوا الصَّفَائِحَ الْبـِيض بـِالْبَيْدَاءِ، يُخْسَفُ بـِهِمْ، فَلاَ يَنْجُو مِنْهُمْ أحَدٌ إِلاَّ رَجُلٌ وَاحِدٌ يُحَوَّلُ اللهُ وَجْهَهُ فِي قَفَاهُ لِيُنْذِرَهُمْ، وَلِيَكُونَ آيَةً لِمَنْ خَلْفَهُ، فَيَوْمَئِذٍ تَأوِيلُ هَذِهِ الآيَةِ: (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ) (سبأ: 51)، وَيَبْعَثُ السُّفْيَانِيُّ مِائَةً وَثَلاَثِينَ ألْفاً إِلَى الْكُوفَةِ فَيَنْزلُونَ بـِالرَّوْحَاءِ وَالْفَارُوقِ، وَمَوْضِع مَرْيَمَ وَعِيسَى عليهما السلام بـِالْقَادِسِيَّةِ، وَيَسِيرُ مِنْهُمْ ثَمَانُونَ ألْفاً حَتَّى يَنْزلُوا الْكُوفَةَ، مَوْضِعَ قَبْر هُودٍ عليه السلام بـِالنُّخَيْلَةِ، فَيَهْجُمُوا عَلَيْهِ يَوْمَ زِينَةٍ وَأمِيرُ النَّاس جَبَّارٌ عَنِيدٌ يُقَالُ لَهُ: الْكَاهِنُ السَّاحِرُ، فَيَخْرُجُ مِنْ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهُ: الزَّوْرَاءُ فِي خَمْسَةِ آلاَفٍ مِنَ الْكَهَنَةِ، وَيَقْتُلُ عَلَى جِسْرهَا سَبْعِينَ ألْفاً حَتَّى يَحْتَمِيَ النَّاسُ الْفُرَاتَ ثَلاَثَةَ أيَّام مِنَ الدَّمَاءِ، وَنَتْن الأجْسَام، وَيَسْبـِي مِنَ الْكُوفَةِ أبْكَاراً لاَ يُكْشَفُ عَنْهَا كَفٌّ وَلاَ قِنَاعٌ، حَتَّى يُوضَعْنَ فِي الْمَحَامِل يُزْلِفُ بـِهِنَّ الثُّوَيَّةَ وَهِيَ الْغَريَّيْن، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ الْكُوفَةِ مِائَةُ ألْفٍ بَيْنَ مُشْركٍ وَمُنَافِقٍ، حَتَّى يَضْربُوا دِمَشْقَ لاَ يَصُدُّهُمْ عَنْهَا صَادٌّ، وَهِيَ إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ، وَتُقْبِلُ رَايَاتُ شَرْقِيَّ الأرْض لَيْسَتْ بـِقُطْنٍ وَلاَ كَتَّانٍ وَلاَ حَريرٍ، مُخَتَّمَةً فِي رُءُوس الْقَنَا بـِخَاتَم السَّيَّدِ الأكْبَر، يَسُوقُهَا رَجُلٌ مِنْ آل مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم يَوْمَ تُطَيَّرُ بـِالْمَشْرقِ يُوجَدُ ريحُهَا بـِالْمَغْربِ، كَالْمِسْكِ الأذْفَر، يَسِيرُ الرُّعْبُ أمَامَهَا شَهْراً، وَيَخْلُفُ أبْنَاءُ سَعْدٍ السَّقَّاءِ بـِالْكُوفَةِ طَالِبـِينَ بِدِمَاءِ آبَائِهِمْ، وَهُمْ أبْنَاءُ الْفَسَقَةِ حَتَّى تَهْجُمَ عَلَيْهِمْ خَيْلُ الْحُسَيْن عليه السلام يَسْتَبـِقَان كَأنَّهُمَا فَرَسَا رهَانٍ، شُعْثٌ غُبْرٌ أصْحَابُ بَوَاكِي وَقَوَارحَ إِذْ يَضْربُ أحَدُهُمْ بـِرجْلِهِ بَاكِيَةً، يَقُولُ: لاَ خَيْرَ فِي مَجْلِسٍ بَعْدَ يَوْمِنَا هَذَا، اللّهُمَّ فَإنَّا التَّائِبُونَ الْخَاشعُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ، فَهُمُ الأبْدَالُ الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللهُ عز وجل: (يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (البقرة: 222)، وَالْمُطَهَّرُونَ نُظَرَاؤُهُمْ مِنْ آل مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أهْل نَجْرَانَ رَاهِبٌ مُسْتَجِيبُ لِلإمَامَ، فَيَكُونُ أوَّلَ النَّصَارَى إِجَابَةً، وَيَهْدِمُ صَوْمَعَتَهُ وَيَدُقُّ صَلِيبَهَا، وَيَخْرُجُ بـِالْمَوَالِي وَضُعَفَاءِ النَّاس وَالْخَيْل فَيَسِيرُونَ إِلَى النُّخَيْلَةِ بـِأعْلاَم هُدًى، فَيَكُونُ مَجْمَعُ النَّاس جَمِيعاً مِنَ الأرْض كُلِّهَا بـِالْفَارُوقِ وَهِيَ مَحَجَّةُ أمِير الْمُؤْمِنينَ عليه السلام وَهِيَ مَا بَيْنَ الْبُرْس وَالْفُرَاتِ، فَيُقْتَلُ يَوْمَئِذٍ فِيمَا بَيْنَ الْمَشْرقِ وَالْمَغْربِ ثَلاَثَةُ آلاَفٍ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، فَيَوْمَئِذٍ تَأوِيلُ هَذِهِ الآيَةِ: (فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ) (الأنبياء: 15) بِالسَّيْفِ وَتَحْتَ ظِلّ السَّيْفِ، وَيَخْلُفُ مِنْ بَنـِي الأشْهَبَ الزَّاجِرُ اللَّحْظِ فِي اُنَاسٍ مِنْ غَيْر أبـِيهِ هُرَّاباً حَتَّى يَأتُونَ سِبَطْرَى عُوَّذاً بـِالشَّجَر، فَيَوْمَئِذٍ تَأوِيلُ هَذِهِ الآيَةِ: (فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ 12 لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ) (الأنبياء: 12 و13)، وَمَسَاكِنُهُمُ الْكُنُوزُ الَّتِي غَلَبُوا عَلِيْهَا مِنْ أمْوَال الْمُسْلِمِينَ، وَيَأتِيهِمْ يَوْمَئِذٍ الْخَسْفُ وَالْقَذْفُ وَالْمَسْخُ، فَيَوْمَئِذٍ تَأوِيلُ هَذِهِ الآيَةِ: (وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ) (هود: 83)، وَيُنَادِي مُنَادٍ فِي شَهْر رَمَضَانَ مِنْ نَاحِيَةِ الْمَشْرقِ عِنْدَمَا تَطْلَع الشَّمْس: يَا أهْلَ الْهُدَى اجْتَمِعُوا، وَيُنَادِي مِنْ نَاحِيَةِ الْمَغْربِ بَعْدَمَا تَغِيبُ الشَّمْسُ: يَا أهْلَ الضَّلاَلَةَ اجْتَمِعُوا، وَمِنَ الْغَدِ عِنْدَ الظُّهْر تَكَوُّر الشَّمْس، فَتَكُونُ سَوْدَاءَ مُظْلِمَةً، وَالْيَوْمَ الثَّالِثَ يُفَرَّقُ بَيْنَ الْحَقَّ وَالْبَاطِل بـِخُرُوج دَابَّةِ الأرْض، وَتُقْبـِلُ الرُّومُ إِلَى قَرْيَةٍ بِسَاحِل الْبَحْر، عِنْدَ كَهْفِ الْفِتْيَةِ، وَيَبْعَثُ اللهُ الْفِتْيَةَ مِنْ كَهْفِهِمْ إِلَيْهِمْ (مِنْهُمْ) رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: مَلِيخَا وَالآخَرُ كمسلمينا، وَهُمَا الشَّاهِدَان الْمُسْلِمَان لِلْقَائِم، فَيَبْعَثُ أحَدَ الْفِتْيَةِ إِلَى الرُّوم، فَيَرْجِعُ بـِغَيْر حَاجَةٍ، وَيَبْعَثُ بـِالآخَر، فَيَرْجِعُ بـِالْفَتْح فَيَوْمَئِذٍ تَأوِيلُ هَذِهِ الآيَةِ: (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرضِ طَوْعاً وَكَرْهاً) (آل عمران: 83)، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ مِنْ كُل اُمَّةٍ فَوْجاً لِيُريَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ، فَيَوْمَئِذٍ تَأوِيلُ هَذِهِ الآيَةِ: (وَيَوْمَ نَحْشُـرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ) (النمل: 83)، وَالْوَزَعُ خَفَقَانُ أفْئِدَتِهِمْ، وَيَسِيرُ الصّدَّيقُ الأكْبَرُ بـِرَايَةِ الْهُدَى، وَالسَّيْفِ ذُو الْفَقَار وَالْمِخْصَرَةِ حَتَّى يَنْزلَ أرْضَ الْهِجْرَةِ مَرَّتَيْن وَهِيَ الْكُوفَةُ، فَيَهْدِمُ مَسْجِدَهَا وَيَبْنـِيهِ عَلَى بـِنَائِهِ الأوَّل، وَيَهْدِمُ مَا دُونَهُ مِنْ دُور الْجَبَابِرَةِ، وَيَسِيرُ إِلَى الْبَصْرَةِ حَتَّى يُشْرفَ عَلَى بَحْرهَا، وَمَعَهُ التَّابُوتُ، وَعَصَا مُوسَى، فَيَعْزمُ عَلَيْهِ فَيَزْفَرُ فِي الْبَصْرَةِ زَفْرَةً فَتَصِيرُ بَحْراً لُجَّيّاً فَيُغْرقَها لاَ يَبْقَى فِيهَا غَيْرُ مَسْجِدِهَا كَجُؤْجُؤ السَّفِينَةِ عَلَى ظَهْر الْمَاءِ، ثُمَّ يَسِيرُ إِلَى حَرُورَا حَتَّى يُحْرقَهَا وَيَسِيرَ مِنْ بَابِ بَنـِي أسَدٍ حَتَّى يَزْفِرَ زَفْرَةً فِي ثَقِيفٍ، وَهُمْ زَرْعُ فِرْعَوْنَ، ثُمَّ يَسِيرُ إِلَى مِصْرَ فَيَعْلُو مِنْبَرَهُ، وَيَخْطُبُ النَّاسَ فَتَسْتَبْشرُ الأرْضُ بـِالْعَدْل، وَتُعْطِي السَّمَاءُ قَطْرَهَا، وَالشَّجَرُ ثَمَرَهَا، وَالأرْضُ نَبَاتَهَا، وَتَتَزَيَّنُ لأهْلِهَا، وَتَأمَنُ الْوُحُوشُ حَتَّى تَرْتَعِيَ فِي طُرُقِ الأرْض كَأنْعَامِهِمْ، وَيُقْذَفُ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنينَ الْعِلْمُ فَلاَ يَحْتَاجُ مُؤْمِنٌ إِلَى مَا عِنْدَ أخِيهِ مِنْ عِلْم، فَيَوْمَئِذٍ تَأوِيلُ هَذِهِ الآيَةِ: (يُغْنِ اللهُ كُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ) (النساء: 130)، وَتُخْرجُ لَهُمُ الأرْضُ كُنُوزَهَا، وَيَقُولُ الْقَائِمُ عليه السلام: كُلُوا هَنـِيئاً بـِمَا أسْلَفْتُمْ فِي الأيَّام الْخالِيَةِ، فَالْمُسْلِمُونَ يَوْمَئِذٍ أهْلُ صَوَابٍ لِلدَّين، اُذِنَ لَهُمْ فِي الْكَلاَم، فَيَوْمَئِذٍ تَأوِيلُ هَذِهِ الآيَةِ: (وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) (الفجر: 22)، فَلاَ يَقْبَلُ اللهُ يَوْمَئِذٍ إِلاَّ دِينَهُ الْحَقَّ ألا للهِ الدَّينُ الْخالِصُ، فَيَوْمَئِذٍ تَأوِيلُ هَذِهِ الآيَةِ: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِـرُونَ 27 وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ 28 قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ 29 فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ) (السجدة: 27 _ 30)، فَيَمْكُثُ فِيمَا بَيْنَ خُرُوجِهِ إِلَى يَوْم مَوْتِهِ ثَلاَثَمِائَةِ سَنَةٍ وَنَيَّفاً، وَعِدَّةُ أصْحَابِهِ ثَلاَثُمِائَةٍ وَثَلاَثَةَ عَشَرَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ مِنْ بَنـِي إِسْرَائِيلَ وَسَبْعُونَ مِنَ الْجِنَّ وَمِائَتَان وَأرْبَعَةٌ وَثَلاَثُونَ فِيهِم سَبْعُونَ الَّذِينَ غَضِبُوا لِلنَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم إِذْ هَجَمَتْهُ مُشْركُو قُرَيْشٍ فَطَلَبُوا إِلَى نَبـِيَّ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم أنْ يَأذَنَ لَهُمْ فِي إِجَابَتِهِمْ فَأذِنَ لَهُمْ حَيْثُ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً وَانْتَصـَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (الشعراء: 227)، وَعِشْرُونَ مِنْ أهْل الْيَمَن مِنْهُمُ الْمِقْدَادُ بْنُ الأسْوَدِ وَمِائَتَان وَأرْبَعَةَ عَشَرَ الَّذِينَ كَانُوا بـِسَاحِل الْبَحْر مِمَّا يَلِي عَدَنَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ نَبـِيُّ اللهِ بـِرسَالَةٍ فَأتُوا مُسْلِمِينَ، وَتِسْعَةٌ مِنْ بَنـِي إِسْرَائيلَ، وَمِنْ أفْنَاءِ النَّاس ألْفَان وَثَمَانُمِائَةٍ وَسَبْعَةَ عَشَرَ، وَمِنَ الْمَلاَئِكَةِ أرْبَعُونَ ألْفاً، مِنْ ذَلِكَ مِنَ الْمُسَوَّمِينَ ثَلاَثَةُ آلاَفٍ، وَمِنَ الْمُرْدِفِينَ خَمْسَةُ آلاَفٍ، فَجَمِيعُ أصْحَابـِهِ عليه السلام سَبْعَةٌ وَأرْبَعُونَ ألْفاً وَمِائَةٌ وَثَلاَثُونَ مِنْ ذَلِكَ تِسْعَةُ رُءُوسٍ مَعَ كُلّ رَأسٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ أرْبَعَةُ آلاَفٍ مِنَ الْجِنَّ وَالإنْس، عِدَّةَ يَوْم بَدْرٍ، فَبـِهِمْ يُقَاتِلُ وَإِيَّاهُمْ يَنْصُرُ اللهُ، وَبـِهِمْ يَنْتَصِرُ وَبـِهِمْ يُقَدَّمُ النَّصْرُ وَمِنْهُمْ نَضْرَةُ الأرْض)(10).